(دوام الحال من المحال) هذه الجملة من العبارات الأكثر صدقاً في حياتنا، ومن أهم الأمثلة عليها قصة الممرضة الحسناء “ماري آن بيفان” التي تحولت إلى امرأة يمة توصف بأقبح امرأة في العالم، بفعل ظروف قهرية.
بيفان كانت في العشرينيات من عمرها متعت حينها بقدر عالٍ من الجمال والرقة والأنوثة مما جعل الشباب يتسابقون ويطرقون باباها آملين أن ينول أحدهم رضاها ويفوز بقلبها.
ملاك الرحمة
كانت آن تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات، وأثناء عودتها إلى المنزل كان يملأها الفخر؛ لأنها أنقذت عجوزًا مسناً وطيّبت جراح شابة أخرى، وساعدت ذاك الطفل الصغير في رسم البسمة على وجهه مرة أخرى.
وأثناء عملها ذاك أعجبت بأحد الشباب زوجت منه بعد قصة حب طويلة، وأثمر الزواج عن إنجاب 4 أطفال.
ليس من السهل أن تنقلب حياتك رأسًا على عقب ويلعب القدر دوره في أن تصبح شخصًا منبوذًا وغير مرغوب فيه، فعند بلوغ «ماري» الـ32 عامًا من عمرها بدأت تظهر عليها أعراض مرض «العملقة ضخم الأطراف» تغيرت ملامحها تمامًا، وأصبح نموها غير طبيعي سبب ذلك في تشويه ملامح وجها،
فقدت شعرها الطويل وعينيها الجميلتين أصبحت جاحظتين وكفيها الصغيران تحولا إلى ضخمين، فضلًا عن طولها الفارع، كل هذه التغيرات كانت تُسبب لها صداع مستمر وضعف حاد في البصر في المفاصل واللات، وزاد الطين بلة زوجها الذي تركها غارقة في بحر الديون وطردها من العمل بسبب مرضها.
أقبح امرأة في العالم
توقفت عقارب ساعتها، وأدركت أن الغرق في مستنقع الأز على وشك ابتلاعها، وأخذت تلعب بها الأقدار، تت ماري على نفسها، حتى تراعي أبناءها بحث عن العمل ومع إحباطها ويأسها واحتياجها المادي، قرأت عن مسابقة كانت تظن أنها طوق النجاة بالنسبة لها وأن الفوز بها سيُغير مجرى حياتها وكفيلًا أن يُسدد جميع ديونها، فاشتركت في مسابقة «أقبح امرأة في العالم»، وربحت الجائزة المُهينة وكانت قيمتها 50 دولارًا فقط.
بدأ اسم «بيفان» يلمع في أضواء الشهرة خصوصًا بعا فازت بالمسابقة وعُرض
عليها العمل بالسيرك وكانت مهمتها الأساسية تتلخص في إضحاك الناس حتى لو
كان على حساب كرامتها.
تهافتت عليها العروض ليشاهدون أ امرأة في العالم ويضحكون عليها، كانت تتألم من الداخل و ملئ بالجروح والالتهابات الحادة، وكانت شرط العمل في السيرك هو أن تمشي على قيها مسافات بعيدة ليراها الناس ويأتون للسيرك بالرغم من مرضها كانت تصمُت من أجل أبنائها.
رسالة وداع
بالرغم من مرض ماري إلا إنها كانت تحرص دائما على إسعاد جمهورها بالحركات البهلوانية، ولا تبخل في أدائها الاستعراضي فأخذت تسقط قوم عدة مرات مسبب في إضحاك الجمهور وهتافهم والتصفيق الحار لها، وانتظر الجمهور أن تقوم ماري لتستكملفقراتها إلا إنها لم تقم فت ماري وأسدل الستار عن حياتها وسط وع محبيها وبكائهم.
يقول أحد أبنائها بعد وفاتها: «لقد كانت أمي عندحضر الخبز لنا وكنا جياع، كانت طوال الليل، وكانت تقول أشعر إنني لا أستحق أن أكون أمًا صالحة، هل يجب أن أكون جميلة حتى يحترمونني».
لم تكن «ماري ان بيفان» امرأة جميلة ولكن روحها وإنسانيتها تغلبت على مظهرها وشكلها.
تعليقات
إرسال تعليق