لكل منا ذكريات طفولة عاشها بين أحضان أزقة ودروب الحي المحمدي
لكل منا ذكريات قد تكون تارة سعيدة وأحيانا تعيسة ..
وبين هاتين الثنائيتين، أرصد لكم أشياء لا بد من ممارستها أو تعيش أجواءها ، أشياء أثثت فضاء طفولة كل من عاش بوَطن صغير نَسكنه جميعا،عفوا بل هو الذي يسكننا وطن صغير يدعى الحي المحمدي.
أنت تردّدت يوما ما تلك العبارة الشهيرة ” واَلعْوار و طْلق السينْتا ” وسط ظلام قاعة سينما السعادة التي اغتيلت كباقي القاعات السينمائية..
أن تتزحلق على درج “سْبيطار سعادة” وتَمتطي “الكَروسة الخشبية ” وقت الإفطار في رمضان بالضبط حينما تتوقف الحركة بشوارع الحي و تتحول إلى حلبات سباق صغيرة!
أن تشتري المتلاشيات من جوطية حي سعيدة و”السوق الفوقاني” وتلبس “حلومة” صندالة الأجيال ! باللون الأزرق و الأخضر و الأبيض الشفاف.
أن تأكل النقانق عند بوجمعة وتُتبعها بالفواكه الجافة عند عبد الرحمن “مول الزرَيعة” الحاصل على جودة “إيزو” في تحضير الفواكه الجافة!
أن تشرب الماء من “عوينة شامة ” بدرب مولاي الشريف.
أن تتزاحم وسط الحافلة رقم” 32 ” وأنت متجه إلى شاطئ النحلة والسعادة والراحة لتَستبدل قشرة جلدتك تحت أشعة شمس غُشت الحارقة..
أن تذهب رفقة أبناء الدَرب إلى ” الشّابو” لطهي حلوى الشهيرة محليا ” بالعسّولية”.
أن تذهب رفقة أبناء الدرب إلى ” الباطْوار” عند اقتراب عيد الأضحى لكي تَقيس درجة السمنة أكباش العيد بأصابعك !
أن تذهب مع أبناء الدرب إلى شاطئ “المُون” و”بحر ضْراوة” و “الصاريج”..
وأن تُشاهد مباريات الاتحاد البيضاوي “الطاس” في عصره الذهبي بملعب “الحفرة”.
أن تكتشف أنه في الطابق الأرضي، بمكان ما في درب مولاي الشريف، كان ذات يوم مسرحا تتراقص أدوات التعذيب فيه على أجساد المعتقلين !
أن تلعب كرة القدم وسط مقبرة اليهود، كبديل لفضاء رياضي و ترفيهي وسط الحي المحمدي !
أن تستحم بعدها بحمام السعادة الشهير..
أن تَشعل” الشُعالة” بالإطار المطاطي للسيارات في عاشوراء وسط الأزقة !
أن تستفيق صباحا على صوت بائع النعناع ” المسكيني” وصوت من يَطْلب “خْبيز كارمْ”..
أن تشرب الشاي المنعنع وكأسا من قهوة “نصّ نصّ” بمقهى السعادة، وفم الحصن و ركن الديك و الفردوس و غيرها..
أن تشتري القمح و القطاني من” رحبة الزرع”..
ورقم الحافلة رقم “2” لتتوجه إلى وسط المدينة في معاناة حقيقة مع شدة التدافع و الازدحام !
أن تشاهد الأفلام الهندية بسينما شريف..
أن تشتري التوابل المستعملة في رمضان من” مارشي بلوك بازيل” وملابس العيد من قيسارية الحي وسوق السلام و تذهب رفقة والدتك لشراء السواك و الحناء من عند “مي إيزة” قرب كريان “بوعزة”.
أن تقلع الضَرس الذي يؤلمك عند” سي حمو” بسبيطار السعادة”.
أن تكتري دراجة هوائية عند “مْحَمدْ” ببلوك الرياض بخمسين سنتيم.
أن تُجَبر كَسر يدك أو قدمك أو “تكوي” عند “العياشي” إن وقع لك كسر أو “التواء على مستوى الكاحل”.
أن تشاهد العمال يحتفلون بعيدهم في موكب يمر من شارع الشهداء عند كل فاتح ماي !
أن تدرس السنوات الإبتدائية بمدرسة عمر إبن الخطاب، وابن بسام، أبو علي القالي، الإمام البخاري، البحتري، العياشي، ابن باجة، لآلة الياقوت، ابن حنبل، الجاحظ…
أن تلهو و تلعب بحديقة فم الحصن و”جردة الديوانة” و تشتري ” طايب و هاري” من عند “آبا كَمال” .
أن تشتري الكتب المدرسية من مكتبات التقدم والخير والنجاح.
أن تلتقط صورا شمسية عند استوديو بلبل و”مولينا” والأهرام “النشاط” و”الأنطاكي”…
أن تستمع لنُكت “كيرا” و تشاهد “المرحوم أغني” وهو يزين أسوار الحي بالجداريات التشكيلية.
أن تُنشد نشيدا بإحدى قاعات دار الشباب أو تشاهد عملا فنيا بمسرح الحي بالمركب الثقافي أن تستمع للغيوان و السهام ولمشاهب…
أن تكون بكل بساطة ابن الحي المحمدي.
Farid Lemgaddar
لكل منا ذكريات قد تكون تارة سعيدة وأحيانا تعيسة ..
وبين هاتين الثنائيتين، أرصد لكم أشياء لا بد من ممارستها أو تعيش أجواءها ، أشياء أثثت فضاء طفولة كل من عاش بوَطن صغير نَسكنه جميعا،عفوا بل هو الذي يسكننا وطن صغير يدعى الحي المحمدي.
أنت تردّدت يوما ما تلك العبارة الشهيرة ” واَلعْوار و طْلق السينْتا ” وسط ظلام قاعة سينما السعادة التي اغتيلت كباقي القاعات السينمائية..
أن تتزحلق على درج “سْبيطار سعادة” وتَمتطي “الكَروسة الخشبية ” وقت الإفطار في رمضان بالضبط حينما تتوقف الحركة بشوارع الحي و تتحول إلى حلبات سباق صغيرة!
أن تشتري المتلاشيات من جوطية حي سعيدة و”السوق الفوقاني” وتلبس “حلومة” صندالة الأجيال ! باللون الأزرق و الأخضر و الأبيض الشفاف.
أن تأكل النقانق عند بوجمعة وتُتبعها بالفواكه الجافة عند عبد الرحمن “مول الزرَيعة” الحاصل على جودة “إيزو” في تحضير الفواكه الجافة!
أن تشرب الماء من “عوينة شامة ” بدرب مولاي الشريف.
أن تتزاحم وسط الحافلة رقم” 32 ” وأنت متجه إلى شاطئ النحلة والسعادة والراحة لتَستبدل قشرة جلدتك تحت أشعة شمس غُشت الحارقة..
أن تذهب رفقة أبناء الدَرب إلى ” الشّابو” لطهي حلوى الشهيرة محليا ” بالعسّولية”.
أن تذهب رفقة أبناء الدرب إلى ” الباطْوار” عند اقتراب عيد الأضحى لكي تَقيس درجة السمنة أكباش العيد بأصابعك !
أن تذهب مع أبناء الدرب إلى شاطئ “المُون” و”بحر ضْراوة” و “الصاريج”..
وأن تُشاهد مباريات الاتحاد البيضاوي “الطاس” في عصره الذهبي بملعب “الحفرة”.
أن تكتشف أنه في الطابق الأرضي، بمكان ما في درب مولاي الشريف، كان ذات يوم مسرحا تتراقص أدوات التعذيب فيه على أجساد المعتقلين !
أن تلعب كرة القدم وسط مقبرة اليهود، كبديل لفضاء رياضي و ترفيهي وسط الحي المحمدي !
أن تستحم بعدها بحمام السعادة الشهير..
أن تَشعل” الشُعالة” بالإطار المطاطي للسيارات في عاشوراء وسط الأزقة !
أن تستفيق صباحا على صوت بائع النعناع ” المسكيني” وصوت من يَطْلب “خْبيز كارمْ”..
أن تشرب الشاي المنعنع وكأسا من قهوة “نصّ نصّ” بمقهى السعادة، وفم الحصن و ركن الديك و الفردوس و غيرها..
أن تشتري القمح و القطاني من” رحبة الزرع”..
ورقم الحافلة رقم “2” لتتوجه إلى وسط المدينة في معاناة حقيقة مع شدة التدافع و الازدحام !
أن تشاهد الأفلام الهندية بسينما شريف..
أن تشتري التوابل المستعملة في رمضان من” مارشي بلوك بازيل” وملابس العيد من قيسارية الحي وسوق السلام و تذهب رفقة والدتك لشراء السواك و الحناء من عند “مي إيزة” قرب كريان “بوعزة”.
أن تقلع الضَرس الذي يؤلمك عند” سي حمو” بسبيطار السعادة”.
أن تكتري دراجة هوائية عند “مْحَمدْ” ببلوك الرياض بخمسين سنتيم.
أن تُجَبر كَسر يدك أو قدمك أو “تكوي” عند “العياشي” إن وقع لك كسر أو “التواء على مستوى الكاحل”.
أن تشاهد العمال يحتفلون بعيدهم في موكب يمر من شارع الشهداء عند كل فاتح ماي !
أن تدرس السنوات الإبتدائية بمدرسة عمر إبن الخطاب، وابن بسام، أبو علي القالي، الإمام البخاري، البحتري، العياشي، ابن باجة، لآلة الياقوت، ابن حنبل، الجاحظ…
أن تلهو و تلعب بحديقة فم الحصن و”جردة الديوانة” و تشتري ” طايب و هاري” من عند “آبا كَمال” .
أن تشتري الكتب المدرسية من مكتبات التقدم والخير والنجاح.
أن تلتقط صورا شمسية عند استوديو بلبل و”مولينا” والأهرام “النشاط” و”الأنطاكي”…
أن تستمع لنُكت “كيرا” و تشاهد “المرحوم أغني” وهو يزين أسوار الحي بالجداريات التشكيلية.
أن تُنشد نشيدا بإحدى قاعات دار الشباب أو تشاهد عملا فنيا بمسرح الحي بالمركب الثقافي أن تستمع للغيوان و السهام ولمشاهب…
أن تكون بكل بساطة ابن الحي المحمدي.
Farid Lemgaddar
تعليقات
إرسال تعليق